سَيأتِى الصَبَاح .. حتّى بَعدَ أن أصبَح الحُب كالمَوْتِ الصّغِير ~
تَحية بيضَاء لهذا الصَباح الذِى وُلدَ لنَا مِن جَدِيد بابتِسَامَة فائِقَة الجمَال
بِرَغْمِ أموات كُثُر .. بِرَغمِ بُكاءاتِ الصِغَار ،
برغمِ ثَرثَرة أبجَدِيّة الشَوقِ التِى غمَرت سطُور حَياتنَا
برغمِ الْأرواح التِى رَحلت صَوْب السمَاء وَ الأحلَامِ التِى لَم تتحَقق بَعْد !
برغْمِ الْأشيَاء الكثِيرة التِى فقدْنَاها وَ اعتَلت همْهمَات الْألمِ الحنَاجِر
فأخنَقت صَوتُ البُكَاء فينَا
الأخطَاء التِى لَم نكُف عنهَا حتّى الآن وَ الوُرود الحمْراء التِى كَفنّاها بالأبيض بالأمس
أتذكُرُون ؟؟! وَ افترَشنا بهَا الأرض مِن تحتَ أقدَامنَا ..
وَ صِرنَا نتَبَاهِى بكُل كِبريَاء وَ بِلَا رحمَة بأنّ أغلَى الْأشيَاء صَارت رَخيصَة ..
سَيأتِى الصَبَاح .. حتّى بَعدَ أن أصبَح الحُب كالمَوْتِ الصّغِير
بَعدَ أن بَات شيئاً ندْعُوا بِه عَلى أعدَاءنَا ليذُوقوا وَيلَات الحنينِ وَ الشَوْق ..
بعدَ أن صَار القَريب أبعدُ مِن السمَاء لنَا
وَ اكتَفت نظَراتنَا بأن ترمُق الأرض بحثاَ عن أي شَيءِ نَسُد بِه الفَرغ بِدَاخلنَا
سيَأتِى الصَباح برغْم أن الكثِير منّا صَارت جل أمَانيه أن يبقّى بين الحَيّ وَ المَيّت
بعدَ أن كُنّا نسكُن القُلوب وَ صرنَا كالمُتسولين عَلى طُرقاتهَا
بعدَ كُل الحمَاقات التِى ارتَكبنَاها ..
بعدَ فُصُول الخَريف التِى لَا تهدَأ أبداً عن زِيَارتنَــا
بعدَ سذاجتنَا فى انتظَارنَا طويلاً لأشيَاءِ لن تُعود
وَ أفرَاح وَلّت عنِ تَفاصِيلنَا ..
سيَأتى الصَباح ..
حاملَا لنَا هدَايا القَدر التِى هي الخَير حيث كَانت
سيَأتى الصبَاح
التِى استَقطع لنَا شيئاً وَ لوْ بسيطَا مِن الجنّة ليُهدهِد فينَا
البيَاض المنْفِي بدَاخلنَا ..
هَذا الصَباح يكْفِى لتُزهر بِه قُلوب العِبَاد سَعادَة ...
حِينَ تنظُر رَاضِية وَ تَذرِف دمْعَة حنين لمَن خَلقَ الصَباح بِيدَان ترتفِعَان عَالياً تقُول :-
الحمدُ للهِ الذِى أحيانَا بعدَ مَا أماتنَا وَ إليْهِ النُشُــور
الحمدُ للهِ الذِى مَهْدَ المَسَافَات لِأجْلِ العَابرِين إليهِ
الحمدُ لله أن الله جعلَ فِى قُلوبنَا نبضَاً مِن أمل ..